Chechen Deportation 2012
يقول الحقّ ـ تعالى وجلّ ـ في التنزيل العزيز، في سورة النساء، الآية (66):
} وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ{
قال الحـَدَقيُّ، قتيل الكتب (الجاحظ) : » قَرَن بارئ الأنفس ـ سبحانـَـه ـ في هذه الآية بين قتل النفس، ومفارقة الدّيار والأوطان؛ فدلّ على أن هذين الأمرين سِيان، مِثلان، صِنوان، لا يفترقان».. انتهى كلامه، وهو لعمرو الحق، نفيس، عزيز، يستحق الرحلةَ في سبيله.
كان ذلك قبل سبعة عقود خلت.. وكان شعب الشيشان، ولم يزل، غرضا لكل حاقد مبيد، ولكل متآمر مبير.. وذلك من خلال معارك كان قـُدِّر لها ـ وساء ما يَزِرون ـ ان تقضي على اكبر عدد من أمـَّـة الشيشان؛ ولم تــُـفلح، فعبر تاريخ حَفيل لهذا الشعب العظيم، كانت واقعة النفي الأكبر.
حيث درس الطاغية، الملحد، ستالين، وبمعاونة شرذمة من مساعديه، في زمن كان فيه آوار الحرب العالمية الثانية مستعرا.
في ذلك اليوم المقيت ( 23 شباط 1944 ) يوم ذكرى تاسيس الجيش الأحمر، الذي تقام فيه ـ عادة ـ الأحتفالات العسكرية في كل انحاء الاتحاد السوفييتي.. قام ستالين ـ خلافا للأعراف الدولية ـ التي لاتسمح بالأحتفالات اثناء الحروب، باقامة عروض عسكرية شاركت فيها الجموع الشيشانية، وكان كل هذا الأمر ـ في تلك السنة ـ ظاهريا يخفي ما يخفي من خطة مُبَيُّتة بلَيْل، تجاه مدنيين عزل تم استدراجهم للمشاركة في هذه الأستعراضات الوهمية، حتى اذا ما دنت تلك اللحظة، دفع بمئات الآلاف من الجموع الشيشانية (المدنية) الى عربات قطار الخيل، ومن ثمّ هوجمت منازلهم، وعيث فيها نهبا وسلبا، وكان كل ذلك يجري باشراف مركزي دقيق وفقا لفرمان ستاليني رسمي كلف بتنفيذه بأكمله من خلال برقية سرية بتاريخ 3/1/1944 الجنرال سيروف مدير الأمن الروسي/ السوفييتي.
سيروف؛ فكر وقدَّر.. ثم نظَر.. ثم عَبَس وبَسَر.. ثمّ أدبَر واستكبر.. ثم بيَّت ودَبَّر..
سيق الشباب الى منافٍ اخرى بمسميات الألتحاق بالوحدات العسكرية، وترك من تبقى في الشيشان نهبا للفقر، وعرضة للمرض، وسوف يصاب القارئ بالذهول اذا ما علم ان هذا النفي قد تم الى سيبيريا وكازاخستان، حيث تنخفض درجة الحرارة في تلك الأصقاع الى ما دون الصفر بعشرين درجة، وهو ما نشأ عنه اضافة الى معاناة النفي، مواجهة المرض حينا، وقلة الأنجاب والموت في احايين .
ما سلف.. يدل على ان النية الرسمية للقيادة السوفييتية كانت منعقدة على تنفيذ ما هدفت اليه، اذ بلغ عدد اللذين تم نفيهم في ذلك اليوم ما يزيد على المليون ونصف المليون من الأطفال والشيوخ والنساء .. كما تم الغاء جمهورية الشيشان في منطقة شمال القوقاز في كتب الجغرافيا، واستعيض ـ ظلما وبـَغـْيا ـ عنها بمقاطعة غروزني في المناهج المدرسية، إمعانا في الغاء الهــُويّة الشيشانية.
ظل الأمر على الكتمان ما يربو على عشرة اعوام كوامل، ما صكّ مسامع، ولا طرق مباصر أي من قـُطـّان العالمين الاسلامي والغربي، خبرٌ، ولو يسيرا، حول هذه النكبة الإنسانية، التي عزّ مثيلها في العالمين.. وذلك بفعل الطوق الحديدي الذي أحاط به السوفييت هذه الكائنة…
Категория:
Chechenews.com
02.03.12.